أدوات المخرج السينمائي ودوره في نجاح العمل
يعتمد عمل المخرج السينمائي بشكل أساسي على عملية إدراة وتحويل محتوى نص السيناريو إلى مشاهد مصورة، تتضمن جميع ما يحوي النص من حركات وكلمات ومشاعر، وفق نظرته الخاصة للنص، مراعياً خلال ذلك الواقعية والموضوعية التي يفرضها محتوى النص. ونظراً لتعدد المهام التي يعتبر المسؤول عنها بشكل أساسي، تختلف أدوات المخرج السينمائي بما يتناسب مع طبيعة كل مهمة من هذه المهام.
لذلك، يعتبر المخرج السينمائي مفتاح نجاح العمل السينمائي وإليه ينسب الفضل في ذلك. كما أنه المسؤول الأساسي عن التحكم في سير أحداث الفيلم، بالإضافة إلى ذلك فهو يعد مسؤولاً عن نقل مختلف المشاعر التي تحتويها مختلف مشاهد العمل السينمائي إلى المشاهد بالاعتماد على نظرته.
لكن هذه المسؤوليات تحتم على المخرج أن يتمتع بالعديد من الصفات واكتساب مختلف المهارات، التي من شأنها أن تمكنه من استخدام مختلف أدوات المخرج السينمائي للوصول إلى عمل درامي يتضمن جميع أركان العمل الناجح..
مهام معقدة تتطلب مهارات فريدة
مع بداية انتشار مجال السينما وصناعة الأفلام كانت مهام المخرج السينمائي تحاكي مهام المخرج المسرحي. وذلك بسبب أن السينما هي امتداد وتطور لمختلف الفنون المسرحية. لذلك كانت مهام المخرج السينمائي تشابه إلى حد كبير مهام المخرج المسرحي في انتقاء الأزياء المناسبة للمثلين وتلقين الممثلين كيفية أداء الأدوار، ومساعدتهم في إيصال أعلى مستويات التفاعل مع المشهد. كما أنه الذي يحدد الديكور ومختلف التصميمات.. لكن مع تطور مجال صناعة السينما ازدادت مهام المخرج تعقيداً وأصبح من المهم اكتساب مختلف المهارات والأدوات التي تساعد المخرج السينمائي في أداء عمله، وإضافة نظرته ولمسته الفنية إلى العمل..
ونذكر من هذه المهام:
- إعادة كتابة وصياغة السيناريو وفق نظرته الخاصة التي يرى من خلالها العمل السينمائي.
- إعادة بناء السيناريو وتفريغه..
- تكوين عناصر الكادر السينمائي أو الكادر التصويري.
- اختيار الممثلين وتوزيع الأدوار.
- الإشراف على مختلف العمليات المتعلقة بالتصوير كالإضاءة وزوايا اللقطات وغيرها من التفاصيل.
- تلقين الممثلين كيفية أداء الأدوار بما يتناسب مع طبيعة المشهد والنظرة التي يكونها المخرج عن العمل ومشاهده.
- ضبط إيقاع الفيلم في مختلف مشاهده وذلك من خلال إشرافه على عمليات المونتاج ودمج وتعديل الألوان وإظهار مختلف المؤثرات.
- اختيار التصاميم المعمارية والبيئية التي تتناسب مع محتوى الفيلم.
وغير ذلك الكثير من المهام التي لا يمكن حصرها، والكثير والعقبات التي من الممكن أن تواجهه أثناء صناعة الفيلم. لذلك لا يمكن اعتبار مهمة الإخراج السينمائي بالمهمة السهلة إطلاقاً.. فالعاملين في هذه المهنة عليهم التحلي بالعديد من الصفات، وأن يتمتعوا بالكثير من المهارات.. كذلك اكتسابهم للعديد من الخبرات التي تؤهلهم لاسخدام مختلف أدوات المخرج السينمائي، لقيادة فريق العمل بالشكل الذي يضمن نجاحه..
المخرج السينمائي.. صفات ومهارات
بالرغم من أن فريق العمل السينمائي يتطلب توافر العديد من الأشخاص ذوي مهارات وخبرات مختلفة، إلا أن كل شخص في هذا الفريق مطلوب منه إنجاز عمل معين. كما أن المخرج يعد المسؤول عن إدارة هذا الفريق والإشراف على عمل كل عضو فيه. فمثلاً لا يقوم المخرج بتصوير مختلف المشاهد بنفسه وإنما يعد مسؤولاً عن هذه العملية الأساسية. وذلك بالرغم من احتواء فريق العمل على مدير تصوير.. حيث يقوم المخرج باختيار زوايا الكاميرا وتوزيع الكاميرات. كما يعطي التوجيهات فيما يتعلق بالإضاءة ومختلف المؤثرات أثناء التصوير. وغيرها الكثير من الأمثلة..
لكنّ ذلك يمثل احتكاكاً مباشراً مع مختلف عناصر فريق العمل، الأمر الذي يتطلب تحلي المخرج بصفات عديدة ليتمكن من التعامل مع مختلف أعضاء الفريق..
صفات المخرج السينمائي
يجب على المخرج السينمائي التمتع بصفات قيادية ناجحة تؤهله من بناء علاقات طيبة مع مختلف عناصر فريق العمل. كما تمكنه من أن يكون جادّاً وحازماً، ليتمكن من استخدام مختلف مهاراته.
كذلك يجب أن يتحلى بثقافة عالية ليتمكن من تكوين الصورة العامة للفيلم والتي تعتمد اعتماداً مباشراً على العديد من العوامل أهمها المستوى الثقافي للمخرج.. كما أنها تعتمد على إطلاعه وعلمه بالبيئة التي يناقشها الفيلم، وثقافة الجماهير التي يستهدفهم العمل السينمائي.
مهارات لا بد منها
من خلال المهام الملقاة على عاتق المخرج والأهمية التي تكمن وراء مهنة الإخراج السينمائي في إدارة فريق العمل، فإن ذلك يتطلب اكتساب المخرج للعديد من المهارات وتوظيفها في استخدام مختلف أدوات المخرج السينمائي.. ونذكر من هذه المهارات:
- قدرته على التعمق في نص السيناريو من خلال قراءة النص.
- امتلاكه للخيال الإبداعي واذي يساعده في رسم معالم الصورة، وتوضيح المعالم المادية في مختلف المشاهد التي ينوي تصويرها.
- إتقان مختلف المهارات المتعلقة بالتصوير والإضاءة والتي على الرغم من أنها من مهام فريق التصوير، إلا أن معرفة المخرج لهذه التفاصيل تمكّنه من توجيه مختلف الإرشادات لمسؤول التصوير كما تمكنه من رسم معالم المشهد قبل تصويره..
- مهارات التواصل التي تمكنه من بناء علاقة قوية مع عناصر فريق العمل..
وغيرها الكثير من المهارات التي يمكن اكتسابها عن طريق الممارسة والاحتكاك بالخبراء العاملين في مجال الإخراج السينمائي.. وهذا ما نسعى لإيصاله في مركز الأهداف المنطقية للفنون من خلال تقديمنا لمختلف الورش الفنية المتعلقة بمهارات وأدوات المخرج السينمائي..
أهمية أدوات المخرج السينمائي
تنبع الأدوات المستخدمة في الإخراج السينمائي من المهام التي يعد المخرج مسؤولاُ مباشراً عنها، ومن المهارات التي بإمكانه القيام بها. وتقسم هذه الأدوات إلى أدوات داخلية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالمهارات الأساسية للمخرج، وأدوات خارجية مرتبطة بأعضاء فريق العمل والمسؤولين عن مختلف المهام..
فمن الأدوات الداخلية تلك المتعلقة بمستوى الثقافة العالي للمخرج، التي تمكنه من فهم وتفسير نص السيناريو، وتحويله إلى سيناريو إخراجي. الأمر الذي يتطلب تصميم اللقطات وما يتضمنه من تفاصيل تساعد في رسم ملامح اللقطة كزاوية الكاميرا وأسلوب الإضاءة.
أما الادوات الخارجية فتتمثل بالأدوات المستخدمة من قبل فريق التصوير والإضاءة والتصميمات المكانية المتعلقة بالبيئة المحيطة، كما تتضمن تصميمات أزياء الممثلين وطريقة اختيار كل منها..
كل ذلك يوضح صعوبة مهمة المخرج السينمائي والضرورة الملحة التي تحتم عليه التفرغ الكامل للعمل السينمائي منذ مراحل بدايته الأولى مروراً بمراحل التصوير انتهاءاً بالمراحل النهائية التي تشمل المونتاج الرقمي والأفترافكت وغيرها من العمليات التي من شأنها الخروج بعمل فني إبداعي يلقى إعجاب الجماهير والخبراء في مجال صناعة السينما..