![التراكيب البصرية](http://lgart.sa/wp-content/uploads/2025/01/view-illuminated-building-scaled.webp)
التراكيب البصرية: الفرق بين الإطار المفتوح والمغلق في 2 أسلوب سينمائي
- الفئة التصوير السينمائي
- التاريخ 5 فبراير، 2025
- التعليقات 0 تعليق
التراكيب البصرية هي إحدى الأدوات الأساسية التي يستخدمها المخرجون في السينما لتنظيم المشهد وإيصال المعنى العاطفي والسردي بفعالية. من خلال اختيار كيفية وضع الشخصيات والعناصر داخل الإطار، يمكن خلق مشاعر مختلفة مثل الحرية أو العزلة، الانفتاح أو الاحتجاز.
الإطار المفتوح (Open Frame) والإطار المغلق (Closed Frame) هما من أهم أنماط التراكيب البصرية، حيث يحدد كل منهما العلاقة بين الشخصيات والمكان المحيط بها، وطريقة تفاعل الجمهور مع القصة. الإطار المفتوح يُستخدم لإبراز الامتداد خارج الشاشة وإعطاء الشعور بالحياة الواقعية، بينما يعكس الإطار المغلق العزلة والسيطرة من خلال تنظيم المساحة داخل المشهد بطريقة أكثر إحكامًا.
في هذا المقال، سنستعرض أهمية التراكيب البصرية في السينما، الفروقات بين الإطار المفتوح والمغلق، وكيفية توظيف كل منهما لتحقيق تأثير بصري وسردي قوي.
ما هي التراكيب البصرية؟
تعريف التراكيب البصرية
التراكيب البصرية (Visual Structures) هي الطريقة التي يتم بها ترتيب الشخصيات والعناصر داخل الإطار السينمائي لتحقيق تأثير بصري معين. يمكن أن يكون هذا التكوين بسيطًا وواضحًا، أو معقدًا ومتعدد الطبقات، مما يتيح للمخرج إمكانية التحكم في انتباه المشاهد، توجيه العواطف، وخلق أنماط بصرية مميزة تضيف للهوية البصرية للفيلم.
عند الحديث عن التراكيب البصرية، فإن اختيار الإطار المناسب يلعب دورًا كبيرًا في كيفية استقبال الجمهور للمشهد. الإطار يمكن أن يكون مفتوحًا أو مغلقًا، مما يؤثر على مستوى الحرية والانسيابية داخل المشهد. يتم اتخاذ هذه القرارات بعناية بناءً على طبيعة القصة، المشاعر التي يريد المخرج نقلها، ومدى ارتباط الشخصيات بالمكان المحيط بها.
أهمية التراكيب البصرية في السينما
- تعزز الإحساس بالمكان والزمان: التراكيب البصرية تساعد في وضع الشخصيات ضمن بيئة سينمائية واضحة، سواء كانت هذه البيئة تبدو واسعة ومفتوحة أو ضيقة ومغلقة.
- تؤثر على تجربة المشاهد العاطفية: عندما يكون المشهد مصممًا بإطار مغلق، قد يشعر المشاهد بالتوتر أو العزلة، بينما في الإطار المفتوح، يمكن أن يشعر بالتحرر أو الفوضى.
- تساعد في توجيه الانتباه: من خلال استخدام الإطارات المختلفة، يمكن للمخرجين أن يوجهوا انتباه الجمهور إلى العناصر الأكثر أهمية داخل المشهد.
- تعكس المشاعر الداخلية للشخصيات: في كثير من الأحيان، يتم استخدام الإطار المغلق عندما تكون الشخصية تعاني من العزلة أو القيود، بينما يُستخدم الإطار المفتوح عندما تكون الشخصية في حالة استكشاف أو بحث عن الحرية.
الفرق بين الإطار المفتوح والمغلق في السينما
1. الإطار المفتوح (Open Frame)
الإطار المفتوح هو التكوين الذي يجعل المشهد يبدو كجزء من عالم أكبر يمتد خارج حدود الشاشة، مما يعزز الإحساس بالواقعية والحركة المستمرة. في هذا النوع من التكوين، يكون هناك شعور بأن الأحداث التي تجري داخل المشهد ليست معزولة، بل هي جزء من سياق أكبر يمتد إلى ما هو أبعد من الإطار السينمائي.
خصائص الإطار المفتوح
- يشعر المشاهد أن العالم مستمر خارج حدود الكادر: حيث لا تبدو المشاهد محصورة داخل الإطار، بل تترك انطباعًا بوجود امتداد لها خارج الشاشة.
- يسمح للشخصيات بالحركة بحرية داخل وخارج الإطار: مما يعزز الإحساس بالعفوية ويجعل المشهد يبدو أكثر طبيعية.
- يُستخدم غالبًا في الأفلام التي تعتمد على الواقعية أو التصوير في البيئات الطبيعية، مثل الأفلام الوثائقية أو الدراما الاجتماعية.
- يوحي بعدم السيطرة الكاملة على المشهد، مما يخلق أجواء أكثر انفتاحًا وعشوائية.
أمثلة على استخدام الإطار المفتوح
- “Children of Men” (2006): استخدم ألفونسو كوارون اللقطات الطويلة والتكوينات المفتوحة لإبراز الفوضى والعالم المليء بعدم اليقين، مما عزز الإحساس بالتوتر والواقع المتغير.
- “The Revenant” (2015): اعتمد أليخاندرو إيناريتو على الإطار المفتوح لإبراز الوحشية والعزلة في الطبيعة، مما جعل الشخصيات تبدو وكأنها جزء صغير من عالم أكبر لا يمكن السيطرة عليه.
2. الإطار المغلق (Closed Frame)
الإطار المغلق هو التكوين الذي يجعل المشهد يبدو مكتفيًا بذاته داخل حدود الشاشة، مما يعزز الإحساس بالعزلة أو الضغط أو التحكم. في هذا النوع من التكوين، يتم ترتيب العناصر بطريقة تجعل العالم السينمائي يبدو ثابتًا ومحكمًا، حيث لا يوجد إحساس بالامتداد خارج الإطار.
خصائص الإطار المغلق
- يشعر المشاهد أن كل شيء داخل الإطار محكوم ومنظم بعناية: مما يجعله يركز فقط على العناصر داخل الكادر دون الشعور بامتداد العالم الخارجي.
- يُستخدم عادةً في الأفلام التي تستهدف نقل الإحساس بالعزلة أو القيود النفسية، مثل أفلام الرعب أو الدراما النفسية.
- يمكن أن يعكس السيطرة والجمود، حيث تبدو المشاهد وكأنها مصممة بدقة لتعكس حالة معينة من الانحصار أو الانضباط الشديد.
- يُستخدم غالبًا في الأفلام ذات الطابع الفني والهندسي المتناسق، حيث يتم وضع الشخصيات والعناصر داخل المشهد بعناية فائقة.
أمثلة على استخدام الإطار المغلق
- “The Grand Budapest Hotel” (2014): استخدم ويس أندرسون الإطار المغلق بتراكيب بصرية متناظرة لتعزيز أسلوبه البصري الفريد.
- “The Shining” (1980): استخدم ستانلي كوبريك الإطار المغلق بشكل متكرر لتعزيز الإحساس بالعزلة النفسية والشعور بالاختناق داخل الفندق المهجور.
الخاتمة
التراكيب البصرية ليست مجرد أدوات جمالية، بل هي وسائل قوية تُستخدم لنقل المشاعر وتعزيز السرد السينمائي بطريقة بصرية فعالة. من خلال استخدام الإطار المفتوح، يمكن للمخرج أن يجعل المشهد يبدو أكثر حيوية وانفتاحًا، بينما يمكن للإطار المغلق أن يخلق شعورًا بالعزلة أو التحكم داخل الإطار.
المخرجون الكبار يستخدمون هذه الأدوات بذكاء لتعزيز تجربتنا كمشاهدين، مما يجعلنا نغوص في عوالم سينمائية متنوعة، تتراوح بين الحرية الواسعة والانغلاق المحكم. سواء كنت صانع أفلام أو عاشقًا للسينما، فإن فهم التراكيب البصرية يمكن أن يساعدك على رؤية الأفلام بطريقة أعمق وأكثر وعيًا بعناصرها البصرية والسردية.
إذا كنت في السعودية، فأنت محظوظ بفرصة التعرف على المبادرات والبرامج المقدمة من وزارة الثقافة، ممثلة في هيئةالمسرح والفنون الأدائية وهيئة الأفلام ، وإذا كان لديك رغبة في انتاج البرامج أو الأفلام فلا تتردد في التواصل معنا عبر صفحة اتصل بنا او عبر او الواتسا