6 طرق تُظهر تأثير السينما على المجتمع والمشاعر الإنسانية
- الفئة قراءة الأفلام
- التاريخ 24 أكتوبر، 2024
السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي تجربة تُحدث تأثيرات عميقة على المجتمع والفرد. من خلال كتاب “كتاب روجر إيبرت للأفلام”، يمكننا أن نلقي نظرة على تجارب بعض الكتاب مع السينما، وكيفية تفاعل الجمهور معها وتأثيرها على المشاعر والأفكار. هذه المقالة ستتناول التحولات التي تحدثها السينما في نفوس جمهورها، وكيف يمكن أن تغيّر من رؤيتهم للعالم وتجربة حياتهم الشخصية.
كيف تؤثر السينما على المشاعر والأفكار؟
يشير روجر إيبرت في مقدمة كتابه إلى أن الأفلام يمكنها أن تكون “نافذة على حياة لم نعشها”، حيث تتيح للمشاهدين رؤية العالم من منظور آخرين يعيشون تجارب مختلفة تمامًا عنهم. عندما يشاهد الفرد فيلمًا يعرض قصة من زاوية جديدة أو مجتمعًا مختلفًا، يمكن أن يشعر بالتعاطف والانجذاب نحو تلك الحياة، ويتغير نظرته للعالم والأشخاص.
تأثيرها على العواطف الإنسانية
من الأمور التي تجعل السينما فنًا مميزًا هو قدرتها على التعبير عن العواطف الإنسانية المعقدة بشكل مباشر، سواء كان ذلك الفرح أو الحزن أو التوتر أو الأمل. من خلال عرض المواقف الإنسانية والتفاعلات الشخصية، يستطيع الجمهور أن يجد في الشخصيات والمواقف المطروحة انعكاسًا لحياتهم الخاصة. وفقًا لكتاب “إيبرت”، الأفلام تستطيع أن تستحضر مواقف تشابه تلك التي نمر بها، وتلهمنا للتحلي بالقوة والمرونة في مواجهة التحديات.
على سبيل المثال، فيلم “كازابلانكا” الكلاسيكي، الذي يعتبر أحد أبرز الأفلام في تاريخ السينما، يجسد مثالًا على كيفية تحفيز العواطف الإنسانية. أحداث الفيلم تلعب على مشاعر الحب والتضحية، وتجعل الجمهور يعيش تجربة تلك المشاعر بتعمق. الأفلام المشابهة تمكّننا من إعادة تقييم تجاربنا الشخصية وتساعدنا على فهم أنفسنا والآخرين بشكل أعمق.
وسيلة لتغيير الأفكار الاجتماعية
في الوقت نفسه، تساهم السينما في تشكيل الثقافة الشعبية وتوجيه الرأي العام. كانت الأفلام في العقود الأولى من القرن العشرين تركز على تعزيز القيم الأخلاقية والعائلية، إلا أن تطور السينما سمح للمخرجين بالتركيز على قضايا أكثر تعقيدًا وإثارة للجدل. وفقًا لكتاب إيبرت، بدأت الأفلام تتناول قضايا مثل الحرية الشخصية، والسياسة، والتمييز العرقي، مما ساعد على طرح هذه الموضوعات للنقاش العام وزيادة الوعي المجتمعي حولها.
محفز للتغيير الثقافي والاجتماعي
لقد كانت السينما، في عديد من الأحيان، منصة للتغيير الثقافي والاجتماعي، سواء من خلال طرح القضايا الجريئة أو تقديم رموز جديدة تمثل أجيال مختلفة. لقد قادت الأفلام إلى ثورات ثقافية، على سبيل المثال، حين بدأت بإدخال شخصيات المرأة القوية أو الأفكار التي تعارض الطبقات الاجتماعية الثابتة، مما فتح المجال لمزيد من المساواة والحوار.
من الأفلام التي تُعتبر أيقونات في هذا المجال، فيلم “12 رجلًا غاضبًا” الذي يدعو إلى التفكير في قضايا العدالة والمساواة والتأمل في أخلاقيات النظام القضائي. من خلال هذا الفيلم، يُشجَّع الجمهور على إعادة تقييم مواقفهم تجاه العدالة والعقوبات، حيث يؤكد على ضرورة النظر في الحقائق وعدم الاعتماد على الأحكام المسبقة.
جسر بين الثقافات
كثيرًا ما تلعب دورًا كجسر بين الثقافات، حيث تسمح للجمهور العالمي بالتعرف على عادات وتقاليد وأفكار المجتمعات الأخرى. من خلال أفلامها، يمكن للسينما أن تجعل المشاهدين يشعرون بالانتماء لقصص لم يعيشوها، وتخلق لديهم تفهمًا أكبر لثقافات وشعوب أخرى. كتب إيبرت عن كيف يمكن للسينما أن تجمع بين الناس وتقلل من الفجوات الثقافية.
أحد الأمثلة على هذا الدور فيلم “وداعًا يا ليني”، الذي يدور حول التحولات الاجتماعية والسياسية في ألمانيا بعد انهيار جدار برلين. يُظهر الفيلم ثقافتين متناقضتين تمامًا، الثقافة الشرقية والغربية، ويجمع بين المشاهدين لفهم الصعوبات التي واجهها الناس في تلك الفترة من التاريخ. مثل هذه الأفلام تقربنا من تجارب أخرى وتمنحنا فرصة للتعرف على تفاصيل لم نكن لنعرفها بدون السينما.
تأثير السينما على هوية الأجيال
السينما ليست فقط للتعبير عن الأفكار والعواطف، ولكنها تساعد أيضًا على تشكيل هوية الأجيال. عندما يشاهد الأطفال والشباب أفلامًا تتناول مواضيع مثل الصداقة، الشجاعة، والعلاقات العائلية، يكون لذلك تأثير على شخصياتهم. السينما تساعد في تكوين المفاهيم والقيم وتؤثر على الطريقة التي يرون بها العالم.
فيلم مثل “توي ستوري”، بالرغم من أنه فيلم كرتوني، إلا أنه يحتوي على قيم إنسانية تدعو إلى الوفاء، التضحية، والصداقة. هذه القيم تجد صدىً في قلوب الأطفال وتجعلهم يتفاعلون معها ويتعلمون منها، مما يشكل جزءًا من هويتهم وتربيتهم.
أثر ها في التقليل من التوتر وبناء التفاهم
إلى جانب تأثيرها الثقافي، السينما تساعد الأفراد على التعبير عن الضغوط النفسية والتوترات. قد يتوجه الكثير من الناس إلى السينما لتجاوز الضغط اليومي أو للتواصل مع قضايا ومواقف شبيهة بمشاكلهم. من خلال الأفلام، يجد المشاهدون متنفسًا ويشعرون بأنهم غير وحدهم.
الخاتمة
من خلال “كتاب روجر إيبرت للأفلام”، يتضح أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل هي نافذة على تجارب إنسانية مختلفة، ووسيلة قوية لتغيير المفاهيم الثقافية والاجتماعية. من خلال تأثيرها العميق على العواطف والأفكار، تستطيع السينما أن تجعلنا نرى العالم بعين جديدة، وتساعدنا على فهم أعمق للإنسانية. السينما قادرة على توحيد الأفراد من خلال تقديم مشاهد تكشف عن عمق المشاعر وتساهم في بناء ثقافة عالمية تشاركية.
إذا كنت في السعودية، فأنت محظوظ بفرصة التعرف على المبادرات والبرامج المقدمة من وزارة الثقافة، ممثلة في هيئة المسرح والفنون الأدائية وهيئة الأفلام ، وإذا كان لديك رغبة في انتاج البرامج أو الأفلام فلا تتردد في التواصل معنا عبر صفحة اتصل بنا او عبر او الواتساب