هل تؤثر السينما في المجتمع أم المجتمع يؤثر في السينما؟
ماهو تأثير السينما على المجتمع؟ أم علينا السؤال ما هو تأثير المجتمع على السينما؟! الجواب ببساطة المجتمع والسينما يتشابكان معاً، يندمجان، يقتبسان الخبرات من بعضهما، كلاهما يؤثران في بعضهما.
سنقوم في مقالنا بذكر تأثير السينما على المجتمع والشباب بشكل خاص، وخاصة التأثيرات الإيجابية لهذا الشكل الإبداعي الإنساني الجديد المعاصر.
الأفلام الشكل الفني الأكثر تأثيراً:
تعتبر الأفلام أفضل الأشكال الفنية التي يمكن لمبدع إنشاؤها. كما أن جمعها بين عدة أشكال فنية. فهي تجمع بين الصوت والصورة، التمثيل والحوار، الموسيقى وفن التصوير السينمائي، يجعل العواطف والأفكار والتعبيرات الفنية تصل بشكل أكبر تأثيراً ومدى مقارنةً بالأشكال الأخرى.
تأثير المجتمع على السينما:
الأفلام وسيلة المبدع للتعبير عن فكرته في وسط مرئي. والتي يمكن أن تنبع من تجربته الخاصة أو أن تكون محاكاة لتجارب الآخرين، ثقافاتهم أوحياتهم الخاصة.
من هنا نجد تأثير المجتمع في الأفلام من حيث أسلوب الحياة، الثقافة وغيرها حيث تقتبس الأفلام الجيدة أفكارها، قصصها، وموضوعاتها من المجتمع.
الأفلام الجيدة هي الأفلام التي تحاكي الواقع وتنقل ثقافة المجتمعات بآمالها وقيمها وأحلامها. وحتى نجاحاتها وإخفاقاتها لبقية العالم. والمخرج الجيد هو يستطيع أن يجعل من فيلمه رسالة عاطفية قوية تحدث أثراً في وجدان الجمهور.
تأثير السينما على المجتمع:
بلغت عائدات شباك التذاكر للأفلام الأمريكية في جميع أنحاء العالم العام الماضي مستوى قياسيًا بلغ 26 مليار دولار. منها 10 مليارات دولار تقريباً من الولايات المتحدة وحدها. و وصلت العائدات إلى أكثر من 100 مليار دولار بسبب عائدات المبيعات على أقراص الDVD والتلفزيون.
هذه الإحصائيات مثيرة للإعجاب في ضوء انتشار وسائل الإعلام التي تتنافس مع الأفلام على وقتنا وانتباهنا واحتياجاتنا من المعلومات والترفيه.
نجد من خلال هذه الإحصائيات أن صناعة السينما منتشرة في جميع أنحاء العالم وتحظى بإقبال جميع الناس على اختلاف طبقاتهم الثقافية والاجتماعية. ولذلك تشكل السينما تجربة مشتركة للمجتمع الذي يتلقى الرسائل والقضايا التي تهمه في مختلف نواحي الحياة. مما يؤكد بما لايدعو مجالاً للشك بحقيقة تأثير السينما على المجتمع.
كيفية تأثير السينما في الشباب؟
تحرك الأفلام العواطف والأفكار وتساعدنا في معرفة ما يجري حول العالم. كما وقد ينعكس مايشاهده الشباب على أسلوب لباسهم وطريقة حديثهم وما إلى ذلك. كذلك قد يستلهم الشباب إلهامه أو أحلامه من فيلم.
1- الأفلام مصدر للترفيه والهروب من الواقع:
تسمح لنا مشاهدة الأفلام سواء كانت حركة، إثارة أو رومانسية بالانفصال عن الواقع لبعض الوقت ويلجأ إليها البعض من أجل الاسترخاء ونسيان الضغوط. كيف لا وهي موسيقى وقصة وصور معروضة ل120 دقيقة.
2- الأفلام مصدر لخلق وعي جديد:
يمكن للأفلام أن تخلق الوعي حول أهمية التعليم والفن والرياضة والسياسة ويمكنها أيضًا تحذيرنا من مخاطر المخدرات والكحول والأنشطة الإجرامية الأخرى.
كما أنه يقودنا إلى فهم والتعرف إلى الثقافات الأخرى، فقد تسافر إلى أنحاء العالم ودول جديدة وتعاشر شعوباً مختلفة كلياً عن طريق مشاهدة فيلم
3- التعاطف مع مآسي الشعوب والآخرين:
وأنت تنعم بالدفء والمأوى، تجلس أما الشاشة بجانب مدفأتك لكن تشعر بالمسؤولية من خلال تعاطفك مع القصة تجاه الأشخاص الذين يعانون من وحشية العيش بلا مأوى. كذلك شعوب البلدان الفقيرة التي تخوض معركة مستمرة مع الحرب والإرهاب.
4- الأفلام تساعد زيادة الإبداع عن طريق توسيع الآفاق:
تساعد الأفلام على فهم العالم وتؤثر على عملية تفكيرنا بطريقة إيجابية. كما تساعدنا في محاولة القيام بدورنا من أجل أن نكون بعض المساعدة للإنسانية كما تجعل الأفلام خيالنا جامحًا.
بعد الانتهاء من الفيلم، نفكر في الشخصيات والقصة ونقيم ماحدث. نتعلم من الشخصيات والمواقف، نطورها أكثر ، وربما حتى نفكر فيما ستفعله الشخصيات بعد انتهاء الفيلم مما يطور آفاقنا و إبداعنا.
5-التحفيز والإلهام:
يمكن أن تعمل الشخصيات كعوامل تحفيز وتشجيع وإلهام كالسير الذاتية للناجحين والمؤمنين بأنفسهم كما قد تؤثر رؤية شخصية مميزة على المشاهد ليصبح أكثر شبهاً بهذه الشخصية أو حتى أن يغير من صفاته التي تذكره بشخصية بغيضة.
قد تلهم خطوط عمل معينة المشاهدين للقيام بأنشطة مماثلة في حياتهم. كالأشخاص الذين تابعوا شغفهم ولاحقوا أحلامهم، أو اقتباس لباس أو أسلوب حياة جميل.
6- العلاقات:
تُظهر الأفلام والعروض علاقات عائلية وصديقة مختلفة جدًا ومميزة، وقد تسمح مشاهدة هذه العلاقات وتحليلها للفرد بالتأمل والنمو في علاقاته الخاصة.
7-الراحة:
قد تجعلنا مشاهدة الأفلام المجهدة مثل أفلام الرعب نشعر بالتحسن على المدى الطويل لأن الإجهاد المؤقت يؤدي إلى إطلاق الكورتيزول والذي يتم مواجهته تلقائيًا بالدوبامين مما يجعل هذه الموجة العاطفية مفيدة جدًا للمشاهدين.
من الطريف ذكر أن مشاهدة أفلام الرعب يمكنه أن يحرق ما يقرب من 200 سعر حراري في المرة الواحدة كما يزيد من نشاط الدماغ.
8- تجربة مشاعر جديدة:
مشاهدة الأفلام تسمح للمشاهدين بتجربة مشاعر قوية من خلال نشاط ما وقد يكون هذا مفيدًا جدًا لأولئك الذين يجدون صعوبة في التعبير عن المشاعر، حيث قد تدفعهم الأفلام بسهولة إلى الضحك أو البكاء أو تجربة أحد المشاعر.
تأثير السينما على المجتمع؛ صناعة الأفلام ليست ممثلين ومخرجين فقط!
هناك الكثير من الفرص المتاحة والعديد من الوظائف المختلفة من العمل في القسم الفني إلى كونك كاتب السيناريو حيث يتطلب الأمر عددًا هائلاً من الأشخاص لإنشاء فيلم وليس فقط الممثلين والمخرجين.
ليس هذا فقط ولكن يمكنك أيضاً صنع فيلمك الخاص الذي يجسد فكرتك بالموارد المتوفرة في منطقتك المحلية. ومن ثم مشاركته مع العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث أن الإنترنت هو أكبر منصة للتأثير على المجتمع.
الأفلام كغيرها من أنواع الإبداع الاخرى منها ماهو جميل معبر ملهم ومنها ماهو رديء لايملك أي رسالة. لذا ما عليك سوى أن تكون انتقائياً وواقعياً أيضاً وتنتبه للأفلام التي تؤثر عليك وعلى قيمك بطريقة سلبية. استفد من الأفكار التي تطرحها في حياتك وتحكم في الوقت الذي تقضيه لمشاهدتها.
يجب أن يكون هناك أيضًا بعض القيود. حيث يجب ألا يشاهد الأطفال التلفاز أو الأفلام لأكثر من 90 دقيقة في اليوم. كما يجب أيضًا منع الأطفال من مشاهدة الأفلام التي يمكن أن يكون لها تأثير سيء عليهم ويمكن أن تؤثر على صحتهم العقلية. ومن واجب والديهم إرشادهم.
لاحظنا مما سبق ان تأثير السينما على المجتمع متبادل. ولايمكن فصل السينما عن الواقع وحياة الناس توجهاتهم ثقافاتهم واعتقاداتهم.